| ||||||
عاطف دغلس-نابلس "بروفيسور داخل السجون" هذا هو اللقب الذي حصل عليه عالم الفيزياء الفلسطيني عصام الأشقر بعد أن اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثالثة، حيث شكلت مراحل الاعتقال تلك معاناة بارزة في حياة العالم الفلسطيني، تمثل جلها فيما لحق به من أمراض بات من شبه المستحيل علاجها ما دام معتقلا. وتتمثل قصة العالم الأشقر –كما قالت زوجته أم مجاهد للجزيرة نت- في إصابته بمرض ضغط الدم المرتفع جراء اعتقاله المتكرر ووضعه في زنازين قاتلة "بلا تهوية" أثناء فترات التحقيق. وأكدت أم مجاهد أنه نتيجة لهذا المرض أصيب زوجها (52 عاما) -الذي يعمل محاضرا بجامعة النجاح في نابلس- بضعف وضيق أوردة الكلى، وهو ما قد يؤدي لفشل كلوي، وأصيب كذلك بضعف نظره، كما أنه معرض للإصابة بالجلطة الدماغية وتوقف عضلة القلب. وأشارت إلى أن الحل لا يكمن فيما تقدمه سلطات الاحتلال من علاجات مسكنة "لرجل مثل زوجي يتلقى ثمانية أنواع من الأدوية"، وإنما في إجراء عملية جراحية له، مبينة رفضها وزوجها إجراء العملية داخل المعتقل. وعللت ذلك بقولها إن العملية دقيقة جدا وإن أي خطأ يؤدي لفشل كلوي، كما أنها تحتاج لأجواء هادئة ومريحة من حيث نوعية الطعام والشراب وحتى الراحة، وأن هذا غير متوفر في السجن، لافتة إلى أن "الخطر الأكبر" هو إجراء العملية في مستشفى عسكري (سجن الرملة) وسينقل بعدها مباشرة لسجن مجدو حيث يُعتقل، "كما أن سلطات الاحتلال تشترط إجراء العملية وهو مكبل اليدين والقدمين". وبينت أن زوجها حاول إجراء العملية بعد إطلاق سراحه أواخر 2008، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت دخوله مستشفى هداسا بإسرائيل أو سفره للخارج "بذرائع أمنية". وأوضحت أن المعاناة الأخرى لزوجها تكمن في أنه معتقل إداري "لم يحاكم منذ اعتقاله في مارس/آذار العام الماضي، ولا توجد لائحة اتهام صريحة بحقه"، مشيرة إلى أن قرارا بالإفراج صدر في السابع من يناير/كانون ثاني المنصرم "إلا أن سلطات الاحتلال رفضت إطلاق سراحه، وادعت وجود ملف سري جديد بحقه". ورأت زوجة الأشقر أن زوجها يدفع باعتقاله ضريبة حبه لوطنه ورفضه الخروج منه أمام كل الإغراءات المادية، وطالبت المؤسسات الحقوقية والتعليمية ببذل أكبر جهد لنقل معاناة زوجها وإطلاق سراحه.
وتعد حالة الأسير الأشقر مثالا صارخا على معاناة أكثر من 1500 أسير فلسطيني مريض في سجون الاحتلال، وهو ما أكده مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش، الذي قال إن أكثر من 30 أسيرا فلسطينيا يوجدون بشكل دائم في مستشفى سجن الرملة، وإنهم يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والقلب وانسداد الشرايين والسرطان. وشدد على أن الإهمال الطبي هو سياسة إسرائيل للانتقام من الأسرى، مستشهدا بحالات عديدة أبرزها الأسير أكرم منصور الذي مضى على اعتقاله 31 عاما ويعاني من الإصابة بغيبوبة متكررة لعدة ساعات، والأسير زهير لبادة المصاب بالفشل الكلوي، والأسير أحمد النجار المصاب بالسرطان في فمه ولا يستطيع التكلم، والأسير خالد أبو شاويش الذي يعاني الشلل في الجزء السفلي من جسده. وحذر الخفش في حديثه للجزيرة نت من استمرار اعتقال إسرائيل للأشقر خاصة أن صحته تزداد سوءا. وقال إن إسرائيل تسعى لسجن العقول والكوادر العلمية وتود إفراغ الساحة الفلسطينية من العقليات العلمية. ومن جهته قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن استمرار اعتقال العالم الأشقر "بلا سبب"، لا يمكن فهمه إلا في إطار الاستهداف الشامل للكيان الفلسطيني بكل تعبيراته. وأكد أن أصحاب الفكر والعلم هم محل استهداف دائم لإسرائيل، "فهي اعتقلت الآلاف ومنعت سفرهم إلى الخارج لإكمال دراساتهم". وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية "تبذل جهودها لإطلاق الأشقر وجميع الأسرى، لكن الأمر ليس رهنا بما تطالب به السلطة".[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
اهلا بك ضيفنا الكريم. يرجى تسجيل الدخول
او إن لم يكن لديك حساب لدينا يمكنك التسجيل فى المنتدى
او إن لم يكن لديك حساب لدينا يمكنك التسجيل فى المنتدى
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل