يروي المؤرخ اليهودي أفيشاي رايخمان أن مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتسل كتب في خواطره عندما عاد إلى جنيف من زيارته للقدس، واصفاً تلك المدينة ومعبراً عن مشاعره تجاهها، أنه كتب " مدينة أشباح تلك التي يقدسونها، لقد كرهتها من أول نظرة، لا أدري كيف يطيقون العيش فيها، كل ما فيها يثير التقزز، لم أشعر أنني في يوم من الأيام يمكن أن أحن إليها، من هذا الكذاب الذي روى لنا أن لهذه المدينة سحر أخاذ، من هذا الكذاب الذي روى أن رائحة القدسية في جبالها تزكم الأنوف، أي شعراء أفكاون أولئك الذين تغنوا بتلك المدينة الملعونة، لا جمال هناك، لا سحر هناك، لا قدسية هناك، حاخامات في حائط المبكى تدور رؤوسهم كما يدور الرحى، منظر يثير الاشمئزاز لعيون كانت ترقب منظراً آخر، مع أنني أقول في العلن أن تلك المدينة التي صلى اليهود منذ ألفي عام لكي يعودوا إليها، وحلموا أن يكونوا في قلبها أو أطرافها…… أنا سأظل أقول ذلك، لكني شعرت بالاختناق عندما رأيتها من بعيد، لن أشعر بحنين لتلك الهضاب القاحلة والصخور النكدة، ولأنني سياسي لا مجال للعاطفة في التأثير على تفكيري، ولأنني يهودي يهدف الى تحقيق حلمه القومي، فأنني سأبقى أكرر أن القدس هي قلب الشعب اليهودي النابض ومحط أنظار أبنائه في كل أصقاع المعمورة……لكني في الحقيقة أشفق حتى على الديدان التي كان قدرها أن تحيا في هذه المدينة". ويختم هرتسل خواطره قائلاً " تباً لك أيتها المدينة الملعونة".
وهذا هو الشاعر اليهودي الفرنسي رينيه فابيوس الذي زار المدينة بعيد انتهاء حرب الأيام الستة، يكتب الى أحد اصدقائه عن انطباعاته عن هذه المدينة قائلاً " أنني لم أر في نفسي أي أثر لحنين لهذه المدينة ". ويضيف قائلاً " لن أعود إلى هناك، لن أعيش فيها ولو للحظة ". أما الشاعر الإسرائيلي المعاصر ابراهام جنيوم، فقد نظم قصية عقد فيها مقارنة بين تل أبيت التي تمثل قلعة العلمانية الإسرائيلية وبين القدس، وقال في مطلع قصيدته " تحدث أيها الأبله ما شئت عن القدس، فهذا لا يعنيني، لست في حاجة للاستماع إلى تلك الترهات، دعك من هذا الحديث الفارغ عن القدسية و السحر، فهذا طعام الجهلة والمخبولين، أما أنا فاذبحني في تل أبيب، نعم في تل أبيب أريد أن أحيا، فيها أريد أن أسكر حتى الثمالة، أما أنت فلتذهب للقدس، ماذا عساك سترى أيها المعتوه ؟ جبال صامتة، طرقات حزينة، حاخامات يمسكون بلحاهم الكريهة المنتنة، كنس ينبعث منها الكذب……. امض في طريقك، ودعني في تل أبيب، دعني على هذا الشاطئ، أمام تلك اللجنة الزرقاء، نساء بلباس البحر، تحدث عن القدسية ما شئت، أما أنا فلن أمنحك سمعي، فلا وقت لدي للخزعبلات، وفر على نفسك هذا العناء…..فلتذهب أنت ومقدساتك للجحيم
وهذا هو الشاعر اليهودي الفرنسي رينيه فابيوس الذي زار المدينة بعيد انتهاء حرب الأيام الستة، يكتب الى أحد اصدقائه عن انطباعاته عن هذه المدينة قائلاً " أنني لم أر في نفسي أي أثر لحنين لهذه المدينة ". ويضيف قائلاً " لن أعود إلى هناك، لن أعيش فيها ولو للحظة ". أما الشاعر الإسرائيلي المعاصر ابراهام جنيوم، فقد نظم قصية عقد فيها مقارنة بين تل أبيت التي تمثل قلعة العلمانية الإسرائيلية وبين القدس، وقال في مطلع قصيدته " تحدث أيها الأبله ما شئت عن القدس، فهذا لا يعنيني، لست في حاجة للاستماع إلى تلك الترهات، دعك من هذا الحديث الفارغ عن القدسية و السحر، فهذا طعام الجهلة والمخبولين، أما أنا فاذبحني في تل أبيب، نعم في تل أبيب أريد أن أحيا، فيها أريد أن أسكر حتى الثمالة، أما أنت فلتذهب للقدس، ماذا عساك سترى أيها المعتوه ؟ جبال صامتة، طرقات حزينة، حاخامات يمسكون بلحاهم الكريهة المنتنة، كنس ينبعث منها الكذب……. امض في طريقك، ودعني في تل أبيب، دعني على هذا الشاطئ، أمام تلك اللجنة الزرقاء، نساء بلباس البحر، تحدث عن القدسية ما شئت، أما أنا فلن أمنحك سمعي، فلا وقت لدي للخزعبلات، وفر على نفسك هذا العناء…..فلتذهب أنت ومقدساتك للجحيم